هنحكي لكم انهارده عن العائلة السليمية واحدة من أعرق عائلات الصعيد وأصل مركز ساحة سليم في أسيوط وانحدرت من أصل عربي لقبيلة بني سليم المشهورة في الحجاز واستقرت في قرية ساحة سليم على بعد ٢٦ كيلو من جنوب أسيوط.
كبير العائلة السليمية وعمدة قرية ساحة سليم اللي بقت مركز دلوقتي كان سليمان بك عبد العال ووصل لمنصب مدير مديرية قنا في عهد الخديوي عباس حلمي الأول وكان من أول ٤ في مصر كلها نالوا رتبة البكوية واختير نائب عن ساحة سليم مركز أبو تيج وقتها في مجلس النواب من سنة ١٨٦٦ لحد ١٨٦٩ وكانت الأسرة عندها ٥٢٨ فدان.
أما ابنه محمود باشا سليمان اللى اتولد ١٨٤٠ فسافر القاهرة ودرس في الأزهر ورجع وبقى عمدة ساحل سليم وبعدها بقى ناظر مركز أبو تيج وديروط وبعدها وكيل مديرية جرجا بأسيوط وترك وظائف الحكومة وتفرغ لإدارة ممتلكاته.
في ١٨٩٦ رجع للحياة العامة واختير عضو في مجلس مديرية أسيوط وعضو مجلس شورى ونجح تاني في ١٨٩٩ وكان وكيل المجلس وفضل وكيله لحد ١٩١٢ واعتزل الحياة العامة تاني في ١٩١٤ ورجع في ١٩١٨ وكان بيته في ساحل سليم مقر الحركة الوطنية في أسيوط واللي ساهمت في ثورة ١٩ وتوفى في ٢٢ يناير ١٩٢٩ وساب ٥ أولاد وبنت واحدة.
أبرز أبناءه كان محمد محمود باشا سليمان اللى اتولد في ٤ ابريل ١٨٧٨ بساحل سليم وخد الإبتدائية من مدرسة أسيوط وراح بعدها القاهرة ودخل مدرسة التوفيقية وتخرج منها في ١٨٩٧ وبعد ما خلص ثانوي أرسله والده لكلية باليول في جامعة اكسفورد بانجلترا وحصل على دبلوم علم التاريخ الحديث ليصبح أول مصري يتخرج من أكسفورد.
ومن المواقف الطريفة في حياة محمد محمود باشا ابن اسيوط ومن اعتزازه بنفسه إنه لما كان في لندن سنة ١٩٢٩ حجز باخرة إيطالية للعودة لمصر وصادف إن الملك أحمد فؤاد الأول كان على نفس الباخرة دي وسأله صحفي إنجليزي إذا كان هيسافر في صحبة الملك فكان جوابه: (كلا بل اختار جلالة الملك الباخرة التي قررت أنا السفر عليها ليعود إلى مصر).
بعد عشر سنين من رحلة الباخرة هيكون محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر وحصل مرة وقت توليه رئاسة الوزراء إنه رئيس نادي محمد علي منع رئيس مجلس الشيوخ من دخول غرفة في النادي بحجة إنها مخصصة للأمراء فقط فراح محمد محمود باشا بنفسه للنادي وفتح الغرفة واتغدى فيها وقال: (أنا فلاح وابن فلاح وهذه هي مصر للفلاحين من أبنائها ومن لا يريد أن يعيش في مصر الفلاحين فليغادرها إلى حيث يشاء).