بنتكلم كتير عن السد العالي وفايدته الكبيرة لمصر من وقت بنائه، لكن ياترى إيه قصة بنائه؟
في نفس سنة الفيضان الكبير اللي حل على مصر سنة ١٨٨٧، اتولد في الإسكندرية المهندس المصري اليوناني أدريان دانينوس وهو ابن لأسرة يونانية استقرت في مصر من أيام محمد علي باشا.
درس دانينوس الزراعة وكان عنده شغف كبير بدراسة توفير المياه المهدرة من نهر النيل في البحر المتوسط، ودا خلاه يفكر في مشروع سد ركامي عملاق جنوب خزان أسوان، اللي كان يحجز تقريبا 6 مليارات متر مكعب سنويًّا.
تقدم دانينوس بمشروعه لعدد من الحكومات في عهد الملك فؤاد وبعده الملك فاروق لكن محدش اهتم بالمشروع وحاول ينفذه بحجة نقص الموارد أو بحجة الدراسة والبحث، لحد ما قامت ثورة يوليو 1952، ووجد في الضباط الأحرار ضالته، واعتبروا فكرته هي واحدة من أفضل المشروعات اللي ممكن تعمل طفرة في تنمية مصر.
وبدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952 بناء علي قرار مجلس قيادة ثورة 1952 من وزارة الأشغال العمومية ( وزارة الري والموارد المائية حاليا) وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، واستقر الرأي علي أن المشروع قادر علي توفير احتياجات مصر المائيةـ وفي أوائل عام 1954 اتقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وراجعت لجنة دولية التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 وتم وضع مواصفات وشروط التنفيذ.
طلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي جدوي المشروع فنيا واقتصاديا.
وفي ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولي بعرض لتقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد قبل أن يسحب البنك بعد 7 أشهر عرضه بعد الضغوط الاستعمارية
وترتب على دا إعلان جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس ردا على التعنت الاستعماري ضد مصر لبناء السد، ولتمويل المشروع من إيرادات قناة السويس المملوكة لمصر، وكمان ترتب عليه إقدام بريطانيا وفرنسا ومعهم إسرائيل بإعلان العدوان الثلاثي في أكتوبر 1956.
وبعد انتهاء العدوان الثلاثي وقعت مصر في ديسمبر سنة 1958 اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى لاقتراض 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد العالي وبعدها بسنتين وصل حجم القرض لـ900 مليون روبيل روسي، وشارك في مشروع بناء السد أكثر من 400 خبير ومهندس سوفيتي.
وفي يناير 1960 بدأت المرحلة الأولى من مشروع السد العالي وفي نص مايو 1964 تم تحويل مجرى النهر والبدء فى تخزين المياه بالبحيرة، وبعدها بـ3 سنوات وبالتحديد في أكتوبر 1967، وبعد نكسة يونيو بـ4 شهور فقط انطلقت أول شرارة من محطة كهرباء السد العالي.
وفي سبتمبر 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر قبل شهور من افتتاح السد الذي افتتحه الرئيس السادات يوم 15 يناير 1971 وهو نفس تاريخ ميلاد الرئيس عبد الناصر.