“سيدي عبدالرحيم يا قناوي”، جملة مشهورة جدًا حتى في الأغاني، ودا بيرجع للمكانة الكبيرة لمسجد عبدالرحيم القناوي، لإنه قامة تاريخية ودينية ذايع صيتها في مصر كلها، تعالوا بقى نحكلكم تاريخ المسجد الموجود وسط مدينة قنا وإزاي اتبنى.
المسجد اتسمى على اسم اللي بناه وهو عبدالرحيم القناوي في الدولة الأيوبية، وعبدالرحيم القناوي بالأساس من دولة المغرب، وكان عالم دين وتفسير، وكان عصامي جدًا ومعتمد على نفسه في كل حاجة تخص مصاريفه، فهو جمع بين إنه يكون عالم دين جليل وبين إنه تاجر عارف بأمور البيع والشرا وقادر يكسب.
المعادلة بين التجارة وتوعية الناس بأمور الدين وتعليمهم ليه خلاه في مكانة خاصة عند أهل قنا، عشان كدة لما مات اتعمله أكبر ضريح في وسط مدينة قنا، وتحول مع الوقت لمزار بيزوره آلاف المريدين من كل أنحاء مصر.
المسجد يعتبر بوابة عبور رئيسية لمحافظة قنا، وبنايته شكلها مميز، بجرد ما تدخل الساحة هتحس براحة نفسية كبيرة
وحاليا، مع قرب معاد المولد النبوي الشريف، بنلاقي ملايين المريدين والمحبين جايين من كل مكان في مصر عشان يقضوا ليالي روحانية وحلقات لذكر الرسول ومدحه، وغالبًا بتستمر 15 يوم.
أما في رمضان المسجد بيكون مليان بالخير والبركة، وبييجي المصلين من كل حتة ويفطروا في الساحة بتاعته وبيوعوا وجبات، وبعدها يصلوا التراويح.
المسجد بخلاف روحانياته ومكانته الدينية، هو كمان خير شاهد على وقائع تاريخية، بين الأشخاص والقبائل المختلفة، وكان سبب في حقن دماء تار وأسر كتير كان ممكن تتضر، والمسجد كمان فيه دروس علمية وتعليمية لتعليم الناس تعاليم الدين بطريقة صحيحة وسليمة.
أما عن عبدالرحيم القناوي، فهو اتولد في مدينة ترغاى بإقليم سبتة في المغرب، وينتهي نسبه للإمام للحسين بن علي، لكن عاش ومات في قنا، ومن أوصافه إنه “أسد الرجال” زي ما بيسموه، وكان رجل بيحب عمل الخير جدًا، وبيوزع على المحتاجين والفقرا.
كان بيدور في رحلة حياته عن السمو الروحاني، وبيحب العدل والحق بين الناس، وحبه اتورث بين الأجيال، وهتلاقي دايما عند الضريح الناس بتقول “مدد يا عبدالرحيم يا قناوي” و “شي الله يا سيد”.
وغير وصف أسد الرجال هو كمان كان بيتسمى “قطب قنا”، بسبب مكانته، ووصف الرحالة ابن بطوطة مقامه بقنا وقال: “سافرت إلى مدينة قنا وهى صغيرة وحسنة الأسواق، وبها قبر الشريف الصالح الولى صاحب البراهين العجيبة، والكرامات الشهيرة عبدالرحيم القنائى رحمه الله، ورأيت بالمدرسة السيفية حفيده شهاب الدين أحمد”.
أما كتاب “ذريات سيدي عبدالرحيم القنائي”، للباحث التاريخي أحمد الجارد، قال فيه إن المرويات التاريخية الموثقة أكدت أن سيدي عبد الرحيم كان طويل، وجسمه ممتلئ وعريض الجسم، وبشرته بيضا اووشه مدور وواسع الجبهة، ومقوس الحاجبين، وعنيه واسعة وسودا، ورقيق الفم، مفلج الأسنان، وعنده لحية كثيفة يميل لونها للون الذهبى زي شعر رأسه، وكمان رقبته ضخمه، وطويل الذراعين، واسع الكفين، وكان يلبس عمامة على طربوش أبيض..
عينه الأمير الأيوبى العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، وعرف من ووقتها بعبدالرحيم القناوى، واتجوز بابنة صديقه القشيرى، وتزوج بعد وفاتها بـ 3 آخريات، أنجب منهن 19 ولدا وبنتا، عملاً بكلمته المشهورة «كنت أعتقد أنى لو قدرت ما تركت على وجه الأرض عازبا إلا زوجته، والزوجة نعمة لا يعرف قدرها»، وتوفى عام 592 هجرية، 23 يناير 1196، عن 72 عاما.