فى حى الأربعين بالسويس في أكتوبر سنة 1951 علق أبناء الصعيد الجواني لافتات كتبوا عليها: “فدائيو الصعيد .. وحوش الجبال .. يقدمون أرواحهم للوطن وللملك .. اليوم يوم الجهاد”
وقتها اقترحت إنجلترا عقد اتفاقية للدفاع المشترك بين مصر والحلفاء بعد إلغاء النحاس باشا إتفاقية 36 فى 8 أكتوبر 1951.
رفض النحاس باشا الاقتراح لإنه ينفى عن مصر الإستقلال التام ووحدة مصر والسودان، واتملت البلاد مظاهرات حاشدة عشان تعيد أمجاد المصريين فى ثورة 19، وبدأت مقاطعة فعلية من العاملين بالمعسكرات الإنجليزية، وسارعت الحكومة المصرية بتعينهم وكمان صرفت لهم تعويضات، وتجاوزت خسائر الإنجليز وقتها 2 مليون جنية فى إسبوع واحد.
كان اعتقاد الإنجليز زي ما ذكرت مجلة “الإثنين والدنيا” في عددها اللى صدر يوم 17 ديسمبر 1951 أن رجال البوليس المصرى هما اللي بيشجعوا العمال على عدم التعاون معاهم، وأنهم بيحموا رجال الكتائب وبيزودوهم بالأسلحة.
وفى صباح يوم 3 ديسمبر شافت كتيبة إنجليزية سيارة للبوليس المصرى واقفة قدام ورش السكك الحديدية، فضربت عليها الرصاص، ورد البوليس العدوان، وبسرعة قامت مدينة السويس تشد من أزر رجال البوليس، وبعد دقايق بسيطة جه الإنجليز بمصفحاتهم، وبدأوا ينشروا الموت فى كل مكان، وبدأ رجال البوليس والأهالى يعتصموا بأسطح المنازل وخلف الجدران.
غضب الأهالى من تصويب الإنجليز مدافعهم التقيلة تجاه نوافذ المنازل، فراحوا يحملون السلاح ليخوضوا المعركة بجوار رجال البوليس، وجاء الفدائيون بأسلحتهم، وكان معظمهم من الطلبة والعمال، وكان كتير منهم صعايدة، ونظموا كتايب للكفاح المسلح مثل كتيبة صلاح الدين، وكتيبة خالد بن الوليد وكتيبة مصطفي كامل، واللي مكنش معاهم أسلحة استخدموا الأحجار وقطع الحديد، ونزلت النساء كمان لميدان المعركة عشان يهتموا بالجرحى قبل حضور رجال الإسعاف، وعشان يجيبوا الأسلحة، ويجمعوا الأحجار ويقدموها للي بيدافعوا عن كرامة الوطن.