ارتبط المزمار البلدي بالمناسبات السعيدة، وبمجرد ما بنسمع صوته المميز بنحس بالبهجة والفرحة تلقائي، وهو آلة مصرية أصيلة فضلت محتفظة بماهيتها ومبقيتش قديمة أو عفا عليها الزمن مع الوقت، على العكس هي لسة موجودة في أفراحنا في الصعيد بشكل أساسي، وكمان في احتفالات مختلفة زي الاحتفال بالنجاح مثلا أو المناسبات الوطنية كمان، كمان المزمار آلة أساسية في المولد على المولد.
ومش بس في الصعيد هو ثقافة منتشرة في محافظات مصر وامتدت كمان لبعض الدول العربية.
المزمار البلدي آلة تاريخها بيرجع في الأساس للمصريين القدماء، وبيتصنع عادةً من خشب المشمش، وبيكون ليه 7 فتحات بيستخدمها العازف عشان يطلع بأجمل النغمات، وفي آخر الاسطوانة في كمان فتحات تساعد إن الصوت يطلع أقوى.
مفيش زفة في الصعيد مش هتلاقي فيها المزمار، وهو كمان من أكتر الحاجات المشجعة على النقوط، وغالبًا مش هتلاقي مغني على المزمار ودا لقوة صوته.
«شفتك بطبله وناي وزماره حتى بأماره زادت الشخاليل»، بيت شعر وصف بيه الشاعر الراحل فؤاد حداد أفراح الصعيد بتكون إزاي، وعكس فيه أهمية المزمار الضيف المبهج اللي بيزين الأفراح بالبهجة والانبساط، وكمان غناله محمد منير وقال “قلبي مزامير بتغني يا خال والحب ده طير فى الهوا رحال ده انا واد خيال عاشق الترحال”، ودا بيعكس مدى الحب المتأصل للمزمار.
المزمار في منه أحجام مختلفة، وكل واحدة منهم ليها اسم مختلف عن التانية، فمثلُا في الأبا دا أكبر واحد من حيث الحجم وأغلظم في الصوت، وفي كمان المزمار الصعيدي اللي بيسموه بالبلدي “الشلبية”، وهو عبارة عن 3 مزامير، وكل عازف بيقوم بدور معين، في واحدبيكون الأساسي وبيبيق “الريس” بتاعهم، والتاني بيبقى اسمه التبيع ودا اللي بيعزف مع الريس، والتالت ليه كذا اسم، في مثلًا بيتقال عليه البدال أو الدوزان أو عازف الأرضية، ومن ضمن الأنواع كمان نوع السبس ودا أصغر نوع من ناحية الحجم لكنه أكتر واحد فيهم صوته حاد، وغابًا أي نوع فيهم بييجي معاه الطبل البلدي أو الطبل الصعيدي، عشان تكمل البهجة.
المزمار مكون من الريشة وليها كذا اسم منهم (القشاية، أو البلبل، أو اللولية) ودي بتكون مصنوعة من البوص الرقيق (الحجنة) أو
(الخلاوي) الموجود في الصحرا.
ومكون كمان من المطعم وهو الأنبوب المعدني يتدرّج اكتر للمسند اللي قطره حوالى 6سم.
المزمار البلدي زي ما قولنا منتشر في البلاد العربية، لكن مش مشهور باسمه اللي نعرفه في بلدنا، وفي بلاد موجود فيها بسكل مقارب للمزمار لكن مش هو، فمثلا في المغرب اسمه (الراية، أو الغيتة)، في تونس اسمه (زكرا)، في مصر، ولبنان، وسوريا، والعراق باسمه العادي (مزمار)، في تركيا، واليونان، وأرمينيا اسمه (زورنا)، في البلقان اسمه (زورلا)، أما في إبلاد يران، وأفغانستان اسمه (سورنا)