دايمًا بنسمع عن لعنات ومعجزات الحاجات المتعلقة بالمصريين القدماء، أحيانًا ممكن نشوف ده مجرد صدف أو ترهات، لكن مع “الشيخ عمر” اللي اتولد من 160 سنة تقريبا، في وادي الملوك بمدينة الأقصر، وبالتحديد في نجع الطارق بالبر الغربي، كان الموضوع مختلف جدًا، واللي يعتبر أشهر “جعار” في تاريخ مصر.
الشيخ عمر كان بيعمل في صناعة “الجعران”، ودي تماثيل كانوا بيصنعوها القدماء كتميمة لجلب الحظ وكان وجودها شيء أساسي في المقابر والمعابد الفرعونية، ويبدو كدا إن الجعران اللي كان بيصنعه الشيخ عمر مش مجرد أشكال حلوة يحتفظ بيها السياح أو المعجبين بس، لكن كانت بتمتلك قوة سحرية غريبة ملهاش تفسير لحد دلوقتي، قادرة على حل المشكلة اللي المشتري بيحكيهاله، ومش بس كدة، كمان الشيخ عمر كان بيحدد مدة انتهاء المشكلة بمجرد ما الشخص هيقتني الجعران.
من قصص الشيخ عمر الغريبة اللي أتثبت بركاته للناس في الوقت ده، واتسببت في ذياع صيته أو شهرته خارج مصر، بحسب اللي حكته جريدة “الأخبار” لما أجرت معاه مقابلة سنة 1963، وكان عمره وقتها 80 سنة، جاتله سائحة قالت إنها ابنها مات في الحرب وقررت تنسى أحزانها بالسياحة، وبمنتهى الحزن اتكلمت السيدة دي عن افتقادها لابنها وأنها بتشوفه في المنام، الغريب إن الشيخ قالها خدي الجعرانات دي والحلم هيتحقق وهتشوفي ابنك قريب، طبعًا السائحة خدت الكلام بسخرية لكن احتفظت بالجعرانات، بس حصل اللي مكنتش متوقعاه.
أول ما رجعت السائحة لبلدها لقت ابنها قدامها ومصدقتش من الصدمة، وحكى لها ابنها أنه أصيب في الحرب وكان بيتعالج ومكنش قادر يتواصل معاها للسبب دا.
الست انبهرت باللي حصل وكانت هتتجنن عشان تتواصل مع الشيخ عمر اللي بشرها، فبعتتله جواب بتأكد عليه بإلحاح يزورها في بلدها لكنه رفض بلطف وأكد إنه بفعل السن خايف يموت برة مصر أو يتدفن بعيد عن مقابر القدماء المصريين، وشرح لها أن أمنيته أن يدفن في الحجاز بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
السيدة مكدبتش خبر، وبنت فعلا قصر للشيخ عمر فوق أحد مقابر الأشراف، ورغم أناقة القصر وشياكته إلا إن الشيخ ظل في زهده وفضل عايش في المغارة بتاعته البسيطة واللي كانت مكيفة بهواء بشكل مختلف عن باقي اللي حواليها.
قصة تانية عن بركات الشيخ عمر، وهي إن سائحة فرنسية كان اسمها لوسي، راحت تشتكي جوزها للشيخ عمر، إنه عصبي جدًا بسبب علاقته ببنت تانية بيحبها، وعملت المستحيل عشان ترجع جوزها بس فشلت، فالشيخ عمر اداها جعارين ووصاها تحطهم في بيتها، وفعلًا معداش كام يوم وعربية البنت اللي جوزها بيحبها اتقلبت ورجع للوسي مراته ونسي كل شيء.
ورغم إن قصة الشيخ عمر من مدة كبيرة ومكنش في تكنولوجيا وقتها، إلا إن سيطه وصل في أكتر من دولة أجنبية، وبقى مقصد أساسي ودعامة من دعائم السياحة في مصر في الوقت ده، فكان السياح بييجوا من بلادهم مخصوص لزيارته وعشان ياخدوا جعران من عنده، واشتهر لدرجة إن الصحف الفرنسية والأمريكية كتبت عنه، وأذاع له التليفزيون الأمريكي برنامج لمدة ساعة كاملة.
على الناحية الشخصية، الشيخ عمر متجوزش طول حياته، ووهب نفسه لتعلم اللغة الهيروغليفية ومرافقة كبار علماء الآثار الأجانب والمصريين، وكان حريص إنه يشهد على أكبر عمليات تنقيب عن الآثار.