صعيدنا مليان بالآثار والمعابد اللي ليها حكايات مبتخلصش، وعندنا مدن ومعابد كتير مصنفة إنها من أقدم الأماكن الأثرية في العالم، ومن أبرز المعالم دبي معبد عمدا الموجود على ضفاف بحيرة ناصر في جنوب أسوان (كانوا بيسموها سونو زمان) على بعد حوالي 115 كم، أي إنه موجود في النوبة.
قصة المعبد بدأت لما الملك تحتمس التالت في القرن الـ15 قبل الميلاد، قرر إنه يبنيه، لكنه مات قبل استكماله، وكمل بناء المعبد ابنه أمنحوتب الثاني، ثم جيه حفيد “أمنحوتب” تحتمس الرابع وأضاف صالة الأعمدة الأمامية وزخرف المعبد أكتر، وبعده الملك رمسيس التاني ووضع خرطوشة على المدخل من الشمال، لكن في عصر اخناتون حصل تلف في جزء من المعبد، لإنه حاول يمحي ويطمس أشكال الإله أمون الموجودة على الحيطان، واتصلح التلف على ايد الملك سيتي الأول.
معبد عمدا كان ليه أهمية كبيرة في الدولة الحديثة، نظرًا لموقعه الاستراتيجي في كونه مكان بيثبت السيطرة على أقصى جنوب مصر وهي منطقة النوبة، المعبد كان مخصص للمعبود آمون، ورع حور آختي، واتحول في فترة المسيحية في مصر لكنيسة، واتضاف على بنائه وقتها قبة من الطوب اللبن فوق سطح المعبد وغطيت النقوش بطبقة من الجص، لذلك هو أكتر معبد فيه خطوط ونقوش، ومن أهم النقوش نقش الملك “أمنحتب الثاني” الذي يوثق انتصاراته بحملة سوريا.
كمان من أهم الوثائق الموجودة في المعبد، نص يسجل اكتمال بناء المعبد في العام الثالث من حكم الملك “أمنحتب الثاني”، وكذلك منظر آخر للملك “مرنبتاح” يوثق نجاح الملك في صد الهجمات الليبية على الحدود المصرية (1209 ق.م)، وكمان النقش الموجود أسفل السماكة اليسرى للمدخل إلى المعبد بيوثق المآثر العسكرية لملك الأسرة التاسعة عشر مرنبتاح (حوالي 1213- 1203 ق.م) وسجل أمنحتب الثاني حملته العسكرية الناجحة إلى بلاد الشام على الجدار الخلفي للمعبد.
معبد عمدا بيبدأ ببوابة حجرية كانت في الأصل محاطة بصرح من الطوب اللبن، ويوجد على الجانب الأيمن للبوابة دي نقوش للملك تحتمس الثالث، وعلى الناحية الشمال من البوابة ولده أمنحتب الثاني أمام رع حور أختي.
مرت الأيام، ووقت بناء السد العالي في الستينات، كان المعبدهيغرق بسبب ارتفاع منسوب الميا في بحيرة ناصر، ولحسن الحظ نقلته البعثة الفرنسية لعاملة بمشروع إنقاذ آثار النوبة سنة 1962 لمنطقة عمدا الجديدة، على بعد حوالي 2.5 كم من مكانه الأصلي، ووضعت قضبان حديدية تحت أساسات المعبد واتحرك على سكك حديدية، وكانت المشكلة أن جدران المعبد متصدعة ولو اتفكك ممكن يتدمر أثناء الفك والتركيب فوجدوا أفضل حل هو نقل المعبد بحالته ودعموا الزوايا ولفوه بأسلاك فولاذ وعوارض اسمنت تحت المعبد ورفعوا المعبد ووزنه 900 طن على قضبان السكك الحديدية.
ولصغر حجمه اتننقل مرة واحدة، وتم جره المسافة دي بمعدل 100 متر حركة يوميًا حتى استقر في مكانه الجديد، واختاروا سكك متعرجة ليبعدوا عن التلال والرمال والأراضي الغير مستوية وبعد عملية أخدت حوالي 3 شهور ومسافة 2.5 كم وارتفاع حوالي 65 م استقر المعبد في مكانه بسلام.