لو شفت صورة هرم نوبت في شمال مدينة نقادة بقنا، هتحس على طول بعراقة المكان وتاريخه الطويل. الهرم ده مشهور عند الأهالي باسم “جرن الشعير”، وبيمثل هدية من القدماء لأحفادهم، ولسه بيستنى الترميم عشان يرجع شكله القديم.
الهرم ده صغير نسبيًا، لكنه صامد قدام الزمن آلاف السنين، وبيفكرنا بعظمة حضارة نقادة، اللي عاشت هنا قبل الأسرة الأولى بنحو 1500 سنة. في العصر ده، الناس هنا كانوا شاطرين في الصناعات والنسيج الاجتماعي، وكان عندهم نظام سياسي منظم. الحضارة دي انتهت لما اتوحدت مصر وبقت الدولة المصرية القديمة.
هرم نوبت من أكتر من 7 أهرامات صغيرة في مصر، ومش كان معمول للدفن. بعض المؤرخين بيعتقدوا إنه ملكه “حوني” من الأسرة الثالثة. الهرم أصله كان ارتفاعه حوالي 12 متر وعرضه 18 متر، مصنوع من الحجر الجيري المحلي، ومكون من 3 لـ 4 مصاطب. لكن على مر الزمن، الأحجار اتسُرقت والهرم دلوقتي ارتفاعه حوالي 4 أمتار ونص.
الهرم موجود في شمال نقادة، جنب منطقة “طواقي فرعون” اللي كانت تستخدم للدفن، وفيها جبانات قديمة عمرها حوالي 5800 سنة. وبجوار الهرم كمان نوبت “ابموس”، اللي عبدوا فيه إله ست، واللي استمر عبادته لحد المملكة الحديثة.
دلوقتي، بعثة أثرية شغالة على ترميم الهرم، وبتحاول ترجع شكله القديم عن طريق إعادة الأحجار لمكانها الأصلي، عشان يفضل رمز لصمود التاريخ وأصالة حضارتنا.