في أقصى جنوب محافظة أسوان، هنلاقي موقع أثري على الضفة الغربية لبحيرة ناصر حوالي 290 كم جنوب غرب أسوان، هتلاقي واحد من أهم مواقع «آثار النوبة» المدرجة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، اللي هو معبد أبو سمبل اللي بيرجع تاريخه لعصور قديمة، وبيعتبر واحد من المعابد الأكتر شهرة وأهمية في مصر كلها بتصميمه المعماري الفريد والمميز، وكمان عشان ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس.
بيتميز معبد أبو سمبل بواجهته الصخرية اللي اتنحتت واتزينت ب 4 تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، طول كل تمثال فيهم تقريبا 20 متر، ده غير الممر اللى بيودي على قلب المعبد اللي وأنت ماشي فيه هتشوف نقوش بتصور انتصارات الملك وحروبه، بما فيهم معركة «قادش»، اللي انتصر فيها الملك على الحيثيين، وجدران المعبد فيها لوحات كتير بتصور الملك في تعامله مع الآلهة المصرية القديمة.
استغرق بناء المعبد العظيم ده حوالي 24 سنة من حكم رمسيس (خلص في سنة 1265 قبل الميلاد) وكان مخصص وقتها للإله آمون، راع-حاراختي، بتاح، وكمان لرمسيس. وبيعتبر عموما أروع وأجمل المعابد اللي اتبنت في عهد رمسيس الثاني، وواحدة من الأجمل في مصر عموما.
بيظهر الإبداع المعماري للمعبد مع تعامد أشعة الشمس على أقصى مكان داخل المعبد، وهو اللي بنسميه “قدس الأقداس” حيث يجلس الملك رمسيس الثاني، وبجواره تماثيل للمعبودات “آمون رع” و”رع حور آختي” و”بتاح” معبود العالم الآخر، وبتشرق أشعة الشمس على التماثيل دي ما عدا تمثال “بتاح” لكونه معبود العالم الآخر فلازم يبقى في الظلام.
واللي أطلق اسم “أبو سمبل” على الموقع الأثري دي هو الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، اللي اكتشف الموقع سنة 1813، لما جابه للمنطقة دي طفل اسمه “أبو سمبل”.
في سنة 1960 كان ضروري نقل المعابد عشان متغرقش في وقت إنشاء بحيرة ناصر، وبنا خزان المياه بعد بنا السد العالي في محافظة أسوان على نهر النيل.
واتكلف مشروع إنقاذ المعبد حوالي 40 مليون دولار يعني وقتها كان تقريبا 14 مليون جنيه مصري والأيدي العاملة في المشروع كلها كانت عمال مصريين وكان متفق أنه ميزدش سمك القطع عن 6 ملم، ونجح العمال المصريين في تحقيق أقل من ده ووصلوا لسمك 4 ملم بس، وإجمالي عدد القطع وقتها كان حوالي 1142 قطعة يعني تقريبا 250 ألف طن، واتنقل المعبد على بعد 210 متر غرب مكانه الأصلي وارتفع حوالي 65 متر عن سطح الأرض، وفي تنفيذ ده حوالي 2000 عامل مصري.
