معبد قرطاسي من الآثار النوبية، اللى هددها الغرق بالاندثار والاختفاء تماما، واللى احتفظت بكامل هيئتها بسبب الطبيعة الجافة عموما في مصر وبسبب أن النوبيين مسكنوش المعابد لأن المعابد كانت بتتعرض للغمر في فصول الفيضان.
وللأسف الآثار النوبية محدش اهتم بيها وخصوصا الآثريين قبل إنشاء خزان أسوان سنة 1898 وبعد ضع حجر أساسه 1902 ومراحل تعليته اللي انتهت سنة 1933، لكن الحمد لله ارتفاع مناسيب الميه وإنشاء السد العالي خلانا ننقذ الآثار دي سواء بسبب اهتمام وزارة الآثار المصرية أو اهتمام منظمة اليونسكو.
لكن ايه قصة معبد قرطاسي؟
بص يا سيدي المعبد موجود في جنوب غرب السد العالي في منطقة النوبة القديمة، جنب بيت الوالي ومعبد كلابشة، يعني قريب جدا من مدينة أسوان، في أقصى جنوب مصر.
المعبد اتبنى فى العصر الرومانى، وكان بيستخدم لوضع مركب الإلهة إيزيس لما تتحرك من مركز عبادتها فى جزيرة فيلة لمعابد النوبة المصرية، وهي من أجمل المعابد الرومانية في جنوب أسوان في النوبة القديمة.
للأسف اتهدمت معظم أجزاء المعبد في القرن العشرين، واتنقل اللي اتبقى منه لجنوب أسوان، وكان مخصص لعبادة إيزيس مثل معبد فيلة، والنقوش بتحكي لنا قصة إيزيس وأوزيريس، لكن النوبيون خصصوه لعبادة آلهتهم النوبية
يتكون المعبد من حجرة مربعة، السقف القديم كان معتمد على أربعة أعمدة على قمتها تيجان مزخرفة، وعلى جانبين البوابة عمودين مربعي الشكل أعلاهم منحوت على شكل المعبودة حتحور.
لإستقبال مركب إيزيس المقدس لما يبحر من جزيرة فيلة لمعبد قرطاسي، لكن بعض الباحثين قالوا إن المعبد مكانش مخصص لإيزيس لكن كان مخصص لحتحور نفسها، اللي هي معبودة الحب والجمال والموسيقى، ولحتحور دي قصة مشهورة في بلاد النوبة لما انقلب البشر على رع بسبب كبر سنه قرر معاقبتهم بإرسال حتحور لهم عشان تشرب دماء العاصين.
لكن عندما خاف رع من لا البشرية تنتهي خالص، فأمرها بالتوقف لكنها استمرت، فأرسل لها تحوت إله الحكمه وخدعها بخلط الخمر باللون الأحمر، فشربته حتحور لحد ما سكرت، وبكدا تم إنقاذ البشرية كلها من الهلاك.
واتنقل معبد قرطاسى لجزيرة كلابشة فى إطار عمل الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في سنة 1964.