في أقدم سوق تجاري في منطقة القيسارية في محافظة أسيوط، هنلاقي مقام الشيخ جلال الدين السيوطي، واللي بيعتبر واحد من أشهر المقامات الموجودة في محافظة أسيوط؛ بيتوافد عليه أهالي المحافظة كلهم، وكمان المحافظات المجاورة لإنهم بيعتبروه مهم جدا وبيتبركوا بيه، وخاصة عند الصوفيين، ومكانة خاصة عند الصوفيين اللي بيعتزوا بالمقامات أكتر من غيرهم.
مين هو الشيخ جلال الدين السيوطي وإيه قصته؟، السيوطي اسمه بالكامل عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الأسيوطي، ولقب الأسيوطي نسبة لبلده أسيوط، اتولد سنة ٨٤٩ هـ في غرة شهر رجب، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، وأبوه كان أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة الرفيعة اللي بيتعلم على ايده طلاب ووجهاء كتير، عُرف جدّه همام الدين بأنَّه من “أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريقة”، وكان والده إماماً في الفقه والفرض وغيرها.
السيوطي كان سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، حفظ القرآن كاملا قبل ما يكمل ٨ سنين، كمان حفظ كتب كتير وهو في السن دا، زي منهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، وسمّع صحيح مسلم على الحافظ ابن حجر العسقلاني في القاهرة، واتعلم علوم الفقه والكلام من الإمام شمس الدين القياتي، كمان ألف عدد كبير من الكتب، وصلت حوالي 600 مصنف في التفسير والفقه، والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب.
لقبه أبوه بجلال الدين، وابن الكتب، لأنَّه وُلد عند الكتب، وكمان شيخه عِزّ الدين أحمد الحنبلي أطلق عليه لقب أبي الفضل، واتربى الأسيوطي في القاهرة، لإن والده كان ساكن فيها، وكان الإمام الحافظ ابن حجر شيخ والده يُقيم فيها المجالس، وحضر معاهم السيوطي المجالس وهو بعمر الثالثة، وبدأ السيوطي رحلة طلب العلم قبل ١٥ سنة، وعمل في التدريس لما بَلَغ السيوطي ١٧ سنة من العمر، وألّف كتاب في الاستعاذة والبسملة، وقد مدح كتابه شيخ الإسلام علم الدين البلقيني، وبدأ التدريس والإفتاء لما بلغ ٢٧ سنة، وكتب شرح في ألفية ابن مالك، وجمع الجوامع في العربية.
وانتقل السيوطي لدمياط والاسكندرية والفيوم والمحلّة، وقصد بيت الله الحرام للحجّ، وقعد في مكة سنةٍ كاملة، وسافر الشام والمغرب وغينيا، وكان تحت وِصاية كمال الدين؛ وهو من كبار فقهاء الحنفية في الوقت دا، وكان مقرّب من الخلفاء العباسيين بفضل والده والسلاطين؛ زي السلطان قايتباي.
التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، كلها علوم اجتهد فيها الأسيوطي وبقى عنده معرفة كبيرة بناء على دراسة وحفظ وخبرة، كمان كان عنده معرفة بأصول الفقه، والفرائض، والحساب، والإنشاء، والتصرف، والجدل، وغيرها، وفي أواخر سنين حياته، قرر الإمام الأسيوطي اعتزال الناس، عشان يتفرغ للعبادة ويكون مع الله أكثر، وتوفى وهو عنده ٦١ سنة في فجر يوم الجمعة سنة ٩١١ هـ، نتيجة عن مرض شديد سببله ورم في إيده الشمال.