الصعيد متعدد اللهجات، وبتختلف من محافظة للتانية، وفى المحافظة الواحدة بتختلف من قرية للتانية.. كل كام كيلو متر مربع فى مصر فيه خصوصية فى المفردات واللهجة والطباع ودى عبقرية.
ولأن في مثل شعبي بيقول: “ظبط الشغل أهم من الشغل”، ولأنه بقرش ملح ممكن تتظبط الطبخة، فكانوا صناع الدراما بيستعينوا بالإتنين اللى ف الصورة دول فى أى عمل بيدور فى الصعيد حتى ولو ماكنوش من فريق العمل، الأول هو الفنان اسكندر منسى خبير لهجات الصعيد، وكان يكفيه يقرا السيناريو فيحدد اللهجة المناسبة ويشتغل على تعليم الممثلين اصول النطق الصحيح للقرية اللى هيجسدوا أحداثها فى العمل “مسلسل أو فيلم أو عمل إذاعى”، والتانى المخرج والممثل محمود السباع خبير الأزياء الريفية والتاريخية فى مصر.
اسكندر منسي الشهير بدور “مرقص أفندي” الصديق الجدع لعماد حمدي في فيلم “أبو العروسة”، كان مواليد 12 أكتوبر 1910 أصله من أسيوط لكن اتولد في حي العطارين في إسكندرية، “منسي” كمان عمل حوالي 78 فيلم و6 مسلسلات و3 مسرحيات، على مدار 40 سنة تمثيل وكان آخر أعماله فيلم “الوحش داخل الإنسان”، وفيلم “إعدام طالب ثانوي” في عام 1980، الفترة الأخيرة في حياته وتحديدا آخر ١٠ سنين مكنش قادر على التمثيل، وتوفى في 14 نوفمبر 1989، بعد صراع مع مرض البروستاتا، وبعد تاريخ حافل من العمل الفني.
أما محمود السباع، فأشهر دور ليه “عم سباغ” الدجال النصاب اللي حاربه أحمد زكي في البيضة والحجر ثم استلم الراية منه وتفوق عليه داخل أحداث الفيلم، والمفارقة هنا إن أشهر أدواره هو مشافوش لإنه اتوفى قبل عرض الفيلم، “سباع” من أسوان بالأساس، مش معروف تحديدا ولد سنة ١٩١١ أو ١٩١٤، لكن المتفق عليه إنه اتولد يوم ٢٤ يناير، مكتفاش بدراسة التمثيل في مصر وسافر يدرس الإخراج في إنجلترا، بدايته في التمثيل كانت سنة ١٩٥٤، وبعدها تولى منصب مراقب للمسلسلات بالتلفزيون المصري عام 1962، ونتيجة لموهبته الكبيرة في التمثيل وقع الاختيار عليه وبقى مدير للمسرح الكوميدي في العام 1967، قدم الفنان محمود السباع خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 68 عملاً بين المسرح والتلفزيون والسينما وقدم خلال مسيرته الفنية حوالي 68 عمل بين المسرح والتلفزيون والسينما، وتوفى في 27 فبراير 1989.
منسى والسباع بصمتهم مازالت موجودة في عشرات الأعمال الفنية حتى الآن، سواء مصرية أو حتى الأعمال الأجنبية اللى اتمثلت فى مصر وعاشت سنين وسنين.