الأقصر بجمالها ونيلها وآثارها من أجمل مدن الصعيد، الأقصر يعني الحضارة والمعابد ودا نظرًا لإنها كانت عاصمة مصر القديمة، وكل شبر فيها شاهد على تاريخ المصريين القدماء وتدمهم وبراعتهم في العمارة والبناء، وحتى الفنادق رغم إنها المفروض مباني عصرية إلا إن الأقصر فيها أقدم فنادق من أقدم الفنادق في الصعيد تمًا، وأبرزهم فندق ونتر بالاس.
فندق ونتر بالاس من أفخم وأعرق الفنادق الموجودة في الأقصر، وهو في موقع استراتيجي لإنه على الضفة الشرقية للنيل، وكمان قريب من معبد الأقصر، المسافة بينهم 100 متر فقط.
قصة ونتر بالاس معناها بالعربي قصر الشتاء، بدأت سنة 1886، وكان صاحب الفكرة المستشرق الإنجليزي توماس كوك اللي كان شغوف جدًا بالحضارة المصرية وبينبهر بعظمتها، ومكنش الهدف من بنائه وقتها توفير أماكن للسياح وما شابه، وإنما كان معمول في الأصل للعائلة الملكية وطبقة النبلاء، وتم الانتهاء من بنائه سنة 1903، يعني أكتر من 16 سنة بين طخدهم الفندق عشان يبقى بالصورة المبهرة دي على أرض الواقع.
على الطراز الفيكتوري، صمم المهندس الإنجليزي جي كروزو الفندق، واللي كان في البداية كان بيعيش فيه خديوي مصر ولعائلة الحاكمة كمشتى فخم ومميز، ومع الوقت تحول لأيقونة تاريخية شاهدة على أحداث مصرية مهمة، وأبرزها أن بعد كام سنة من البناء، كان شاهد على أحداث اكتشافات مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وكان من نزلاء الفندق الملك فؤاد.
وعلى سلم الفندق أعلن هوارد كارتر اكتشاف المقبرة وقتها، ومن قبلها كان اللورد كارنرفون ممول بعثة كارتر في الأقصر من المقيمين شبه الدائمين في الفندق من سنة 1914 لحد سنة 1922، وقبل كارتر ومموله الإنجليزي، كانت الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا بتحب الإقامة فيه لما تزور مصر وقعدت فيه وقت احتفالات افتتاح قناة السويس.
وكان الملك فاروق له جناح خاص في الونتر بالاس موجود لحد دلوقتي باسم “رويال سويت” وبيتقال عليه برضو “جناح الملك فاروق”، وغيرمسموح بدخول مكتبته اللي بتضم كتب عالمية نادرة، إلا بالبدلة الكاملة وجرافتة، دا بخلاف إن الجناح الملكي ده في الأساس مش بيتفتح إلا في أوضاع استثنائية جداً، ولتمثيل بعض الأفلام.
من الأحداث التاريخية اللي شهد عليها الونتر بالاس، بداية توتر العلاقة بين الملك فاروق والملكة فريدة واللي أدت لانفصالهم في النهاية.
مش بس الفندق اللي أيقونة تاريخية، دا حتى الأشجار اللي حواليه يتحكي حجايات وليها عمر بيحمل ذكريات، في شجر جنب الفندق عمره أكتر من 80 سنة، وشجر تاني عمره 50 سنة، في تمر حنة يعود تاريخه لسنة 1978، ونوع تاني سنة 1938، والياسمين الهندي من سنة 1993
وعلى مر السنين مان في أحداث تانية، زي مؤتمرات وورش ومؤتمر السياحة العالمية ومبادرات سياحية مختلفة وبيدير حاليا الفندق الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” وشركة الفنادق الفرنساوية “مجموعة أكور” التابعة لسلسلة فنادق سوفيتيل العالمية.
حاليًا الفندق بيضم 244 غرفة و6 أجنحة، بعد ما كان بيضم في البداية 88 غرفة، لكن تم بناء جناح جديد في سنة 1996 احتوى على 116 غرفة.