المنيا مش مجرد جمال النيل والأرض والشجر والمباني، المنيا تاريخ عريق مليان بالأبطال سواء مشاهير اسمهم معروف ومعروفة بطولاتهم أو غير المشاهير اللي مش ناس كتير تعرفهم لكن حققوا أمجاد، والنهاردة هنتكلم عن شخصية كلنا نعرفها وسمعنا عنها وعن قصتها مع الرسول، وهي السيدة ماريا القبطية اللي كان أصلها من المنيا بحسب اللي أكده المؤرخين، ولسة بقايا من بيتها موجودة حتى الآن
السيدة مارية القبطية، زوجة رسول الله محمد (ص)، قبل ما تنتقل للمدينة المنورة، كانت عايشة في المنيا عروس الصعيد، وبيأكد الباحثين إنها مسقط رأسها، وتحديدًا في مركز ملوي في جنوب المحافظة، قبل ما يهديدها المقوقس حاكم مصر في العام السابع للهجرة، للرسول، وأنجبت منه ثالث أبنائه الذكور، إبراهيم اللي توفي وهو طفل صغير.
وكانت أنصنا مسقط رأس ماريَّة القبطية، واللي أثبت دا هو مجيء الصحابي عبادة بن الصامت لأنصنا عشان يدور على بيت ماريَّة القبطية، وبنى فيها أكبر وأول مسجد عرف باسمه، وكما أعفى أهلها من الخراج إكرامًا لكونها بلد السيدة ماريَّة القبطية، وبعدها تغير اسم البلد إلى الشيخ عبادة.
أنصنا اللي تحول اسمها للشيخ عبادة اتبنت في الأساس سنة 130 ميلادياً في عهد الإمبراطور هارديان، وكانت عاصمة مصر العليا، وتوجد بالقرية آثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية، والقرية حملت اسم “انتينيو بوليس” بعدما أسسها الإمبراطور هادريان على اسم غلامه تخليدا لذكراه، وفيها كمان بقايا معبد رمسيس الثاني وبقايا مقابر فرعونية ومسرح روماني وبوابة النصر.
وكمان كانت عاصمة للدولة الرومانية فى القرن الثاني الميلادى، وفيها مقياس النيل وحاجات أثرية كتير، وفيها معبد أنطونيوس وتعتبر ثانى مدينة فى الأهمية بعد الإسكندرية.
بيت السيدة ماريا القبطية دلوقتي هو مزار لأهل القرية اللي بيتباركوا بيه، وأغلب المترددين عليه من السيدات اللي بيدعوا ربنا بالإنجاب، لكن للأسف حتى الآن منزلها مش موجود ضمن الأماكن السياحية المعروفة.
أما عن قصة السيدة ماريا القبطية نفسها، فهي اتجوزت الرسول بعد ما أرسل كتابه للحاكم المقوقس حاكم مصر وقتهان مع حاطب بن أبي بلتعة ، يدعوه فيه إلى اعتناق الإسلام ، وسلّم حاطب خطاب الرسول، وجاء رد المقوقس “إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك ، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك”.
الجاريتين اللي قال عليهم الحاكم كانت السيدة ماريا واختها نسرين وألف مثقال ذهبًا وعشرين ثوبًا، واختار الرسول السيدة ماريا، ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت.
وفي بعض الروايات بتقول إنه بسبب إن المكان كان جديد على الأختين فكانوا قلقانين ومتوترين، وهنا طمنهم حاطب ابن ابي بلتعة إلا أن، وحكلهم تاريخ الإسلام والرسول حتي ارتاحتا البال واطمئنتا وانشرح صدريهما للإسلام.
وبعد ما تزوجت السيدة ماريا من رسول الله وأنجبت إبراهيم كانت شديدة التعلق بيه، ولما مات في عمر سنتين عكفت في بيتها وكانت بتخرج قليل جدًا حتى توفاها الله.