1- ( ما بين الخروف والعِجْل ) العبارة اللي أنا واثق إنها بتتقال على مر الأجيال فكل جيل بيقارن وقته بوقت أجيال تانية عاشها في طفولته مع أجداده وأقاربه، وده اللي بيحصل مثلا معانا اليومين دول مع استقبال عيد الأضحى، أو زي ما نسميه باللهجة العامية عندنا في البلد ( عيد الضحية)، ويمكن بالنسبة لي على الوجه الخصوص الحالة تختلف شوية ما بين الإقامة في مدينة بني سويف مكان الميلاد والمنشأ والسفر في الأعياد والإجازات في بلدنا ( هربشنت) جنوب المحافظة، وبالتحديد بين مركزي ببا والفشن.
ونرجع تاني لعبارة ( ياااه٠٠٠ فين أيام زمان ) فكنا زمان الناس من ضيق الحال ولا دخل لأجدادنا غير ما يجنونه من محصول يكون سبب الرخاء السنوي لأي أسرة وعشان كده كنا نلاقي ترتيب وقت الزفاف والأفراح مثلا ( على القطن) يعني على موسم القطن هيتم كل شيء، وكانت الأعياد سواء العيد الصغير أو العيد الكبير تمثل فقط فرحة التلاقي والتواد بين الناس فكان ميسورو الحال فقط هم من ( يضحون ) يعني هيدبحوا سواء خروف أو جدي، ولكن مع نهاية التمانينات وبداية التسعينات وجدنا شباب القرية من صغرهم ضالتهم في السفر إلى ( مصر ) القاهرة يعني، واشتغل معظمهم في محلات أكل وشرب أو مقاهي، ومع توالي الأيام وكفاح كتير منهم تغير الأمر والحال فلقينا منهم أصبح بكد وتعب وجهد بيأجروا محلات لحسابهم ثم بكتير من الصبر تملك البعض منهم محل أو أكتر، وطبعا الخير في بلدنا بيعم والأقربون أولى فزادت الطموحات وزادت فرص العمل للأجيال التالية، ومن هنا تغير الحال جدا بالنسبة للأضحية؛ فبعد أن كان أغلب من يضحى يقتصر على خروف أو جدي مما يربى في المنزل انتشرت ظاهرة ذبح المواشي سواء بالانفراد أو المشاركة، وهنا طبعا كل ده خير للجميع فبعد أن كان الفقير لا ينوبه إلا قطعتين أو اكتر من الشاة أو ما شابهها أصبح يوم العيد فعلا عيد لحمة ولحمة كتير كمان من الأضاحي الكبيرة، ولأن القطن خلاص راااااح وراحت أيامه أصبحت في قريتنا معظم الأفراح يبقى موسمها هو العيد سواء الصغير والكبير وده ملمح صغير من التغير الطارئ على الريف ما بين الخروف والعجل. وللحديث بقية
كل التحايا والتقدير للقائمين على هذا الموقع المتميز