من بين حكايات أثرية كتير واعرة عندينا في الجنوب، في حكاية أثر ميعرفش عنها كتير من الناس؛ حكاية المسلة الناقصة في أسوان، سمعت عنها قبل سابق؟.. تعلى نحكي لك.
المسلة تقع في منطقة الشلال بأسوان، في أحد محاجر الجرانيت القديمة الموجدة شرق النيل، والمسلة موجودة على بعد 1 كم شرق النيل. والواعر في الموضوع إن العلماء بترجح إن طول المسلة المكتملة كان هيوصل ل 42 متر وكانت هتكون أطول مسلة في تاريخ الحضارة المصرية، بقاعدة طول ضلعها 4.2 متر، ووزنها كان هيوصل 1168 طن!
ومن شواهد عبقرية المصري القديم، إنه كان بيقوم بحفر أجزاء رأسية في المسلات أثناء عملية قطعها من الصخر ليتأكد من عدم وجود شروخ فيه، وده اللي حصل مع مسلة أسوان الناقصة، لإن العمال وقتها اكتشفوا شرخ في الصخر وده اللي خلاهم يتقفوا عن تكملتها.
وقت حفر المسلة مقدرش العلماء يحددوه بدقة. لكن بيعتقد إن بدء العمل فيها كان في عهد الملكة حتشبسوت بهدف وضعها في معبد الكرنك بالأقصر. والمسلة اليوم محفورة من تلت جهات ومتصلة بالأرض من الجهة الرابعة بطول 42 متر والمسلة، والعلماء قدروا يلاقو نقوش جنب المسلة بتشير لقطع مسلتين أخرتين لمعبد الكرنك بترجع لعصر الملك تحتمس الثالت، ولقوا معاها ثار لأسماء يونانية زارت المنطقة في عصور قديمة. .
لا يزال السطح السفلي للمسلة بطول 42 متر متصلا بالصخرة الأرضية التي تقطع منها . ويبدو على المسلة بعض آثار تدل على محاولات لإنقاذ جزء منها، وربما كانت تلك المحاولات في عهد تحتمس الثالث.
من المهم نكون واعيين بإن المنطقة اللي موجودة فيها المسلة، كانت محجر قديم للجرانيت الوردي، استخدمه المصريين وقتها للحصول على صخر الجرانيت الموجود فقط في أسوان، واللي كان مصدر الحجارة المستخدمة في كتير من أعمال خفرع في معبد المعبد الجنائزي ومعبد الوادي ومعبد أبي الهول وقام خوفو بتغطية الجزء السفلي لهرمه بالجيزة بأحجار الجرانيت الوردي المقطوعة من هذه المحاجر بأسوان.
المسلة الناقصة بتشاورلنا لحد وقتنا الحالي على ألغاز كبيرة عن أجدادنا، بداية من طريقة قطع ألواح الجرانيت الصلبة لمسلات ضخمة وأحجار بناء المعابد والاهرام، ووصولًا لطريقة نقل هذه الأمسلات والاحجار اللي معندناش معلومة أكيدة عنها حتى الآن فالمصري القديم نجح يمقل أحجار وزنها بيوصل لـ 12 طن ومسلات وزنها بيوصل لـ 280 طن في معابد الأقصر، السؤال هنا إزاي كان هينقل مسلة وزنها كان هيوصل لـ 1168 طن؟