الستات في الصعيد بيتيزوا بطابع خاص وموهبة متفردة، كتير منهم تلاقيها “بت أبوها”، قادرة تصنع اسم ونجاحات، والنهاردة هنتكلم عن أوليفيا كامل عويضة عبد الشهيد، أول امرأة صعيدية تُقيم صالون للأدب والشعر في بيتها.
أوليفيا عبدالشهيد، بنت محافظة الأقصر، كان بيتها قريب من قصر أندراوس باشا، اللي بيطل على معبد الأقصر في التوقيت دا، وكان بيتها مقصد لمختلف الشعراء، يعملوا صالون ثقافي ويتكلموا في الأدب والشعر، وهي كانت شاعرة موهوبة، وموهبة مختلفة من نوعها، لذلك الشعراء كانوا بيحبوا الصالون الأدبي في بيتها.
” تتابعتِ الأشجانُ في مهجتي تترا .. وأوقدتِ الأحزانُ في كبدي جمرا.. بلى كم قضيتُ الليلَ أشكو لواعجاً.. يكاد لظاها يحرق القلبَ والصدرا، بكيتُ وكم دبّجتُ خدّي وكم ..جرتْ دموعٌ لها شؤمُ الحوادثِ قد أجرى”، دي بعض الكلمات من أشعار أوليفيا المشهورة، واللي كمان متواجدة في كتاب ليها متاح تحميله من على جوجل.
أوليفيا قضت حياتها بين القاهرة ومدن مختلفة في الصعيد، ولكن مكانها الأصلي كان الأقصر اللي بتقيم فيه صالونها الأدبي وتوفت برضو في الأقصر، ودا بحسب المعلومات اللي ذكرها الباحث ناصر فولي عن أوليفيا في بجثه بمجمع البابطين، وهي من أسرة مسيحية ثرية أصحاب أراضي زراعية وأملاك، واتعلمت في المدارس القبطية في الأقصر، واللي كان بيدرسلها خريجين كليات دار العلوم، عشان كدة كبرت على لغة عربية قوية وسليمة، وكمان اتعلمت لغات تانية زي الإنجليزي والفرنساوي والإيطالي.
“المعقل الأشهب” هو اسم الصالون الثقافي اللي قررت أوليفيا تعمله في بيتها، وكان بيجتمع فيه أدباء الأقصر، وقنا، وأسيوط، من أشهرهم الشاعر محمد موسى الأقصري، اللي كان منافس حقيقي لأمير الشعراء أحمد شوقي.
أوليفيا كمان كانت عضوة بارزة بمجلس الكنيسة القبطية الكاثوليكية المصرية، وكانت بتوقع كتابتها بمجلة الرشديات، باسم “فتاة الصعيد”، وفي مجلة الثقافة توقعها باسم “الزهرة”، واتنشر لها أشعارها في مجلات مختلفة، زي قصيدة “مشكاة”، وقصيدة “باقة نصح أو تذكار وداع”، وأكد الباحث ناصر فولي إن الشعراء في الصعيد زمان أغلبهم ملهمش صور .

